العولمة والهوية الثقافية CAN BE FUN FOR ANYONE

العولمة والهوية الثقافية Can Be Fun For Anyone

العولمة والهوية الثقافية Can Be Fun For Anyone

Blog Article



غير أننا لا نشاطر الكثير ممن توقع نجاح العولمة في محو هويات الدول الضعيفة، فقد تنتصر العولمة في مجال الحياة المادية، كما في الاقتصاد والتجارة الدولية والتكنولوجيا، وفي التسلح وفي وسائل النقل والإعلام،

ذلك أن قدرة العولمة الثقافية في فرض وجودها واستمرارها لن يتحقق ما لم تراع هذه العولمة خصوصية ثقافات المجتمعات، ومراعاة تاريخ الشعوب وحقوقهم الثقافية.

تدل العولمة إلى عملية تغيير جميع الحالات الإقليمية إلى حالة عالمية، حيث يتم عن طريقها دعم التواصل بين الدول في جميع العالم.

وقد ظهر في العالم، تياران: تيار يؤيِّد العولمة ويدافع عنها. وتيار يعارضها ويناهضها.

التأثير الخلقي: انتشار مظاهر العنف والإباحية في وسائل الإعلام والسينما والقنوات الفضائية وعلى شبكة الإنترنت، مما تسبب في تدهور القيم في بعض المجتمعات التي لا تزال تحتفظ بقيم العفة والحشمة.

نجد موقف علي حرب جد معقول: فالعولمة، كما سبق أن ذكرنا في إحدى مقالاتنا السابقة التمايز الثقافي والمشترك الإنساني تقيم الكمائن للمجتمعات التي لها عمق تاريخي، والاحتراس منها يعتبر من الأولويات. ذلك أن ما نشاهده ونتلمسه ونعايشه الآن من تفسخ للمنظومات القيمية والتربوية وإحلال قيم ثقافية مستوردة بدلها، تبثها الفضائيات العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي، لشاهد على ذلك.

عرف الاقتصادي تاكيس فوتوبولوس «العولمة الاقتصادية» بأنها انفتاح أسواق السلع ورأس المال والعمل ورفع القيود عنها، بما أدى إلى العولمة الحالية الليبرالية الجديدة. واستخدم «العولمة السياسية» للإشارة إلى ظهور النخبة العابرة للدول وتراجع فكرة الدولة القومية.

فمن هذا المنتهى تبتدئ فكرة الحضارة العالمية، التي لا تثمر ولا تزهر إلا من حيث اعتبارها تشكيلة لتحالفات ثقافية محتفظة بنسبها الخصوصية غير القابلة للذوبان في كيان ثقافي معين.

في النهاية يمكن القول بأنّ العولمة تعني ذوبان الخصوصيّة، من خلال انتقالها من الجزء الخاصّ إلى العام، ومن الجهة الجزئية إلى الكلية، ومن المحدود إلى الشامل، وعلى العكس من ذلك تاخذ الهوية اتجاهاً كليّاً ومتقاطباً مع مفهومي العمومية والشمولية.[٤]

أدّت العولمة أيضًا, في جانبها الإيجابي, إلى مدّ جسور العولمة والهوية الثقافية العلاقات الخارجية مع شعوب العالم، وفرضت أهمية وضع استراتيجيات محددة ومدروسة لبناء الجسر مع الآخر بتصدير الثقافة (أفلام, أغانٍ, أدب, عروض أدائية, لغات, أزياء, معالم أثريّة ومعمارية, عادات, احتفالات, أكلات.

مع أن العولمة بالمعنى المبسط تشير إلى توسع وتعمق وتسرع الارتباط المتبادل للعالم، فإن هكذا تعريف يتطلب توضيحًا أكبر... يمكن أن تحدد العولمة على مقياس متصل مع المحلي والوطني والإقليمي. في أحد طرفي المقياس المتصل توجد العلاقات والشبكات الاجتماعية والاقتصادية المنظمة على أساس محلي و/أو وطني؛ وعلى الطرف الآخر توجد العلاقات والشبكات الاجتماعية والاقتصادية التي تتبلور على النطاق الأوسع من التفاعلات الإقليمية والعالمية المتبادلة.

وعلى الأساس نطرح التساؤلات التالية: هل ما جاءت به الحداثة الغربية من قيم ثقافية تتلاءم وطبيعة الهوية الثقافية للمجتمعات غير الغربية؟ وهل التمسك بالخصوصية الثقافية يعتبر ابتعاداً ورفضاً للعولمة الثقافية؟ وهل يمكن الحديث عن ثوابت ومتغيِّرات في القيم في ظل التغيّرات الاجتماعية والثقافية في المجتمع؟ ثم هل الهوية الثقافية شيء انتهى وتحقق في الماضي، في فترة زمنية معينة؟ وهل الهوية الثقافية قابلة للتحول والتطور والتعايش مع «عولمة الثقافة»؟

فكيف يمكن التوفيق بين التيارين المتعارضين، حتى تكون لدينا نظرة موضوعية عن فكرة العولمة؟ إن ما يهمنا أكثر في هذ الصدد هي العولمة الثقافية.

لقد كان تأثير العولمة في الثقافة والهوية الوطنية من أبرز القضايا التي أقلقت الدول المتقدمة في الفترة الأخيرة؛ إذ ظل هذا الهاجس حاضرًا لدى بعض الدول، مثل كندا ودول أوروبا، التي خافت أن تجتاحها الثقافة الأمريكية؛ فتصبح نسخًا مكررة من أمريكا؛ الأمر الذي سيؤدي إلى طمس هويتها الثقافية الخاصة بها؛ فلا يصبح لديها ثقافة خاصة تعزز كياناتها كدول ذات سيادة مستقلة؛ وذلك لأن الثقافة الوطنيّة عامل مهم وحيوي في تأصيل انتماء الأفراد داخليًّا، ثم في مدّ جسور التفاهم والتعاون والثقة والسلام خارجيًّا.

Report this page